كانت الفتاة الصغيرة لا تزال مستاءة من رحيل رولا المفاجئ وحالما رأت والدها تلاشى خوفها تماما وبالرغم من ذلك بقيت عابسة.
عبس لؤي وشحب وجهه.
كانت أسيل غامضة وصعب التعامل مثل والدها، سألها كامل “هل أنت بخير، آنسة أسيل؟”
ألقت الفتاة الصغيرة نظرة عابرة عليه ثم أزاحت وجهها عنه بغضب.
وبعد أن تأكد أنها بخير، شعر بالراحة وذهب ليبلغ سيده.
التفت لؤي باستغراب إلى المرآة التي تجلس بجانب ابنته.
شعرت مايا بالتوتر عندما تلاقت عيناهما، وحاولت تهدئة نفسها.
”أين رولا؟”
تغيرت ملامح لؤي عندما وجد مايا.
كان متأكدا أنها هي المتصلة؟
لقد كانت مايا متوترة وشعرت بالارتياح لأن صديقتها غادرت في الوقت الملائم.
كان حضور لؤي رهيبًا لدرجة لا تُحتمل!
من يدري ماذا كان سيحدث لو كانت رولا لا تزال هنا؟
“ما الذي تتحدث عنه! من أنتم؟ أنتم جريؤون جدًا لتقتحموا المكان دون أن تستأذنوا.”
حاولت إخفاء توترها واستخدمت مهاراتها التمثيلية العالية، ثم أمسكت مايا بالفتاة الصغيرة بين ذراعيها وهي تنظر بحذر إلى الرجال الواقفين أمامها.
تجعد وجه لؤي وقال “هذه ابنتي التي تحتضنيها. هل أنتِ من اتصلت بي؟” سكتت مايا للحظة ثم أجابت بصرامة “نعم، أنا المتصلة”.
نظر لؤي إليها بلا مبالاة وتفحص كل تفصيل داخل الغرفة.
قد تكون هي المتصلة، ولكن هل يمكنها خداعي؟
فضلا عن ذلك، تبدو حالة الغرفة كأنها تخفي شيئًا ما.
بالرغم من وجود أدوات مائدة لشخصين فقط، ولكن الكراسي الثلاثة الأخرى تبدو وكأنها حُرِّكَت.
يستحيل أن يرتكب العاملون مثل هذا الخطأ في دار الفردوس. من المؤكد أنه كان ثمة أشخاص يجلسون هنا قبل أن آتي.
وبالتأكيد أن كل هذا الطعام ليس معدًا لامرأة وطفلة فحسب
ألقى نظرة حوله، ثم ركز عينيه على مايا مرة أخرى.
شعرت مايا فجاة بشعور سيئ.
عد ذلك رأت لؤي يأخذ هاتفًا من مساعدة ومرر أصابعه على الشاشة دون أن ينظر إليها.
ثم بدأ هاتف رولا يرن.
ارتعبت مايا لكنها سرعان ما عادت إلى هدوئها ونظرت إلى الهاتف للحظة قبل أن ترفعه وترفض المكالمة ثم نظرت إليه وقالت “بما أنك والدها، يمكنك أن تأخذها معك”.
ثم، قامت بالتحسيس على رأس الفتاة الصغيرة ووضعتها على الأرض، ودفعتها باتجاه لؤي.
تعجب لؤي قليلاً عندما خطا خطوتين إلى الأمام.
طنت أنه تقدم لاستعادة الطفلة، وكانت مايا على وشك أن تطلق تنهيدة عندما سمعته بسألها بارتياب.
“يبدو أن لديك شهية كبيرة، يا سيدتي. كيف يمكن أن تطلبي طاولة كاملة من الطعام فحسب لك ولفتاة صغيرة”
توقف الرجل بلا مبالاة بجانب الطاولة، مشككًا فيها. سكتت مايا، وأمسكت أنفاسها للحظة، ثم ابتسمت وقالت. “شهيتي ليست من شأنك. بالإضافة إلى ذلك، لقد طلبت هذا الكم من الطعام لأنني دعوت أصدقائي. ولم يصلوا بعد”.
رفع لؤي حاجبه قائلًا “وأنت بدأت في الأكل عوضا عن انتظارهم؟”.
عندما أنهى كلامه، نظر الرجل إلى كل طبق على الطاولة.
“إننا أصدقاء مقربون، لذا فهم لا يمانعون أن أبدأ الأكل أولًا. لقد اعتادوا ذلك”.
لم تنتظر رده، وقالت. “حسنًا يا سيدي، لقد وجدت ابنتك وأبلغتك بلطف عن ذلك، حتى إنني أطعمتها واعتنيت بها. لا أنتظر منك أن تشكرني، ولكن لماذا تستجوبني كما لو كنت مجرمًا؟ ماذا فعلت لأستحق هذا؟”
كانت مايا تتظاهر بالغضب ولكنها تكاد أن يغمى عليها داخليًا من القلق.
أتمنى أن ينتهي من طرح الأسئلة.
إذا استمر الحال هكذا، سوف ينفضح أمري.
أتساءل من يمكنه أن تحمل هذا الرجل؟
خلال هذا الوقت، كانت رولا تنتظر في موقف السيارات، وهي تمسك بأيدي طفليه وتشعر بالقلق.
كانت تعرف لؤي جيدًا لتدرك أن أصغر دليل سيكون كافيًا لإثارة شكوكه.
أتساءل كم من الوقت يمكن أن تصمد مايا.
ماذا يجب أن أفعل إذا كُشِفَت خطتنا …
حاولت المرأة أن تعثر على إجابة لكنها لم تفلح في ذلك.
ثم فكرت تؤنب نفسها.
لا يوجد ما أخشاه؟
ربما لا يريد أن يراني مجددا بعد ما فعلته له في الماضي.
حتى لو رآني، قد يتظاهر بأنه لا يعرفني أو قد يعتبرني مجرد شيء مزعج حصل له.
التعليقات على الفصل "الفصل 7"
MANGA DISCUSSION