تبادرت نفس الفكرة إلى ذهن رولا، هل هذه الفتاة الصغيرة بكماء؟
زاد تعاطفها مع الفتاة.
سألتها بصوت لطيف “هل يمكنك أن تعطيني يدك؟
“ ثم مدت يدها نحوها، كانت الفتاة تنظر إليها بقلق، لكنها بعد سماع هذ الكلمات بدأت الفتاة الصغيرة تطمئن لها.
انتظرت رولا بصبر حتى تطمئن الفتاة الصغيرة لها، ثم بعد تردد طويل، أمسكت الفتاة الصغيرة أخيرًا يد رولا بحذر.
بعدها، أمسكت رولا بيدها بلطف، وساعدتها على النهوض.
وتفحصت الفتاة الصغيرة مرة أخرى للتأكد من سلامتها.
فاقتربت رولا من الصغيرة.
أحست الفتاة الصغيرة بشعور لطيف، حتى أنها شعرت أن رائحتها مثل الحليب.
تذكرت رولا ابنتها التي ولدت ميتة، فلو كانت على قيد الحياة ستكون في سن هذه الفتاة الصغيرة.
عندما تذكرتها رولا شعرت بالألم والندم، بينما بقيت الفتاة الصغيرة تنظر إليها بهدوء، فكرت، أعلم أني يجب ألا أتحدث إلى الغرباء، ولكن هذه السيدة لطيفة حقًا.
هناك شيء غريب يجعلني أشعر برغبة في الاقتراب منها.
في تلك اللحظة، قالت مايا “يا لك من فتاة لطيفة، تمامًا مثل أطفالنا!
“ أومأت رولا موافقة “أعتقد أنها ضلت طريقها.
دعونا نأخذها إلى مركز الشرطة، ونرى ما إذا كان بإمكاننا الاتصال بعائلتها.”
وبينما نظرت إلى الصبيان، اقتربت الفتاة الصغيرة من رولا بشكل غريزي ومدت يدها لتمسك بزاوية فستان رولا.
لم تنتبه رولا لذلك بسبب انشغالها بالتحقق من رقم الهاتف قبل إجراء المكالمة.
في منزل فواز، دخل لؤي القصر بغضب “هل عادت عزيزتي أسيل؟”
استقبله الخادم بقلق قائلًا “لا، لم تعد أسيل بعد.”
بعد قوله ذلك، شعر بغضب سيده، حيث ضم شفتيه وجعد حاجبيه.
لقد بحثت في كل مكان يمكنني البحث فيه.
أين يمكن أن تكون؟
هل حدث شيء لها؟
شعر بالغضب الشديد عند تفكيره بهذا الأمر، بدا وكأنه لا يريد شيئًا سوى تدمير العالم بأكمله.
في تلك اللحظة، دخلت سيدة تضع مكياجًا كثيفًا إلى القصر وسألت بقلق “لؤي، سمعت أن عزيزتك أسيل اختفت؟
هل هذا صحيح؟
هل وجدتها؟”
تلك السيدة كانت عبير، التي كان يرغب لؤي في الزواج بها سابقًا.
حافظ لؤي على تماسكه أمامها وقال “لا تزال مفقودة، بالمناسبة أود أن أعرف ماذا قلت لعزيزتي أسيل في وقت الظهيرة، مما جعلها تهربت من المنزل بدون داع؟”
دُهشت عبير عند سماع سؤاله وحدقت به بدهشة وقالت “لؤي، ماذا تقول؟
هل تتهمني أنني فعلت شيئًا لعزيزتي أسيل؟”
تابعت وكأنها مصدومة “لم أفعل شيئًا لها!
إنك تسيء فهمي.
لقد عاملتها بلطف واعتنيت بها خلال السنوات الماضية!
على الرغم من أن عزيزتك أسيل عاملتني ببرودة، لم أبال ورعيتها بشكل جيد، لم أعاتبها أبدًا.
لا يمكن أن أفعل شيئًا يجعلها تهرب من المنزل!”
نظرت له بعيونها المحمرة وتعبيرها البريء، في محاولة لإقناع لؤي بأنها ليس لها علاقة بهروب أسيل.
في أعماقها لم ترد شيئًا أكثر من أن تختفي تلك الفتاة البكماء للأبد، في الحقيقة لقد كانت قاسية مع أسيل تلك الظهيرة، فقد أخبرتها أنها سوف تنجب أطفالًا ألطف وأجمل منها عندما تتزوج من لؤي.
عندها سوف يتوقف لؤي عن حب أسيل.
لم تكن عبير تخشى من أسيل أن تشكوها إلى والدها بما أنها كانت بكماء، لكن لم تتوقع أن تهرب من المنزل.
فكرت عبير، إنه رائع، أرجو ألا تتمكن الفتاة من العودة كي لا أراها مرة ثانية!
التعليقات على الفصل "الفصل 4"
MANGA DISCUSSION