انقبض قلب رولا في أثناء وجودها في المطار، وظلت تحث خطاها بسرعة لتخرج منه.
ضلت تتلفت خلفها لتتأكد أنه لم يتبعهم.
ولحسن الحظ لم تره في أي مكان حتى بعد خروجهم من المطار، عندها فقط تنفست رولا بارتياح.
استغرب الأطفال من تلفتها خلفهم، لكنهم علموا أنه ليس الوقت المناسب لطرح الأسئلة، بسبب القلق الواضح على أمهم، ودون أي كلمة ساروا معها بكل طاعة.
صاحت امرأة من بعيد.
: ” رولا!
أحمد!
بلال!
” رفع الثلاثة رؤوسهم، ورأوا سيدة مرتدية بدلة تلوح لهم بسعادة، وهي قادمة نحوهم.
استرخت رولا عند رؤية تلك المرأة، قالت وهي تبتسم “مايا، لقد مر وقت طويل!”
مايا زايد كانت صديقتها المقربة في الجامعة، وتعمل حاليًا كطبيبة في مستشفى عائلتها.
بعد لحظة وقفت مايا أمامهم وضمت رولا وقالت بود “لقد عدت أخيرًا إلى الوطن.
لقد اشتقت إليك كثيرًا!
“.
ابتسمت رولا وردت “لقد اشتقت إليك أيضًا.”
كانوا على اتصال دائمًا عبر الإنترنت، ولكن نادرًا ما كان لديهم فرصة للقاء في الواقع.
ثم انحنت مايا وعانقت الولدين “أطفالي، هل اشتقتم لي؟”
ابتسم أحمد وبلال قبل أن يجيبا بصوت واحد: “بالتأكيد اشتقنا لك أيتها العمة مايا، حتى أننا حلمنا بك.
لا تزالي جميلة كما كنت!”
.
”كم أنتم لطفاء!”
أجابت مايا وهي سعيدة بعد سماعها لثنائهم.
كانت رولا لا تزال قلقة، ثم ألقت نظرة على بوابة المطار، وقالت بصوت هادئ “هل يمكننا الذهاب، سنتحدث في المنزل.”
قبلت مايا الصبيان على خديهما، ثم وضعت الأمتعة في صندوق سيارتها وانطلقت بسرعة.
في الوقت نفسه، ظهر لؤي عند بوابة المطار قائلًا لمساعده كامل سلوم “ألغِ جدول أعمالي في الخارج”.
أومئ كامل ثم قال “يا سيد فواز، إن الآنسة أسيل لا تزال صغيرة، ولا يمكنها أن تذهب بعيدًا فلا تقلق.”
الآنسة أسيل هي ابنة السيد فواز الغالية، ومن المهم إيجادها، حيث إن عمله في الخارج لا يقل أهمية عن إيجادها.
تحولت نظرة لؤي إلى الغضب عندما لمح سيارة مايباخ مركونة بجانب الطريق، ثم سرعان ما تحركت.
بعد ساعة، وصلت سيارة مايا إلى حديقة الزهور.
إنها منطقة سكنية مليئة بالقصور.
كانت رولا قد طلبت من مايا استئجار مكان لها، وهذا المنزل هو ما حصلت عليه مايا لها.
ترجل الأربعة من السيارة، ودخلوا المنزل الجديد خلف مايا.
”يبدو المكان جميلًا، لقد أحببته “.
التفتت رولا إلى مايا، وقالت برضىً “أنت عون حقًا، أليس كذلك؟
“ رفعت مايا حاجبها ” إنني أسكن بجوارك، صاحبة هذا المنزل انتقلت إلى العاصمة، وأرادت تأجير هذا المكان، الذي صدفته.
فيمكننا زيارة بعضنا في أي وقت”.
أومأت رولا موافقة على ذلك.
بعد أن فتحت بعض حقائبها، حان وقت العشاء، لذلك، اصطحبتهم مايا لتناول العشاء.
حالما دخلت سيارتها إلى موقف المطعم، وكانت على وشك ركنها، فجأة خرجت فتاة صغيرة من مكان مظلم.
فورًا فرملت مايا قبل أن تصطدم بالفتاة الصغيرة.
نظرت بكل دهشة إلى الفتاة الصغيرة التي سقطت على الأرض.
تسرع قلب رولا بسبب الحادث الوشيك، والتفتت للتأكد من أن الصبيان بخير قبل أن تفتح الباب للخروج.
كان هناك فتاة صغيرة تبلغ من العمر حوالي خمس سنوات على بعد بضع بوصات فقط من السيارة.
جلست على الأرض، وهي في حالة صدمة، عندها شعرت رولا بالشفقة بعدما رأت الفتاة الصغيرة، واتجهت بحذر نحو الفتاة قبل أن تسأل: “مرحبًا، هل أنت مصابة؟
“ كانت الفتاة الصغيرة بيضاء البشرة ذات شعر مضفر، أنفها طويل وعيونها كبيرة وذات ملامح رقيقة.
كانت ترتدي فستانًا ورديًا منفوخًا، وتحمل دميتها بين ذراعيها.
استعادت الفتاة الصغيرة هدوءها عندما سمعت صوت رولا ثم هزت رأسها بخجل، وكانت تحدق برولا بحذر.
مدت رولا يدها بلطف فتراجعت الفتاة الصغيرة خوفًا.
عندها تمهلت رولا، ثم قالت، وهي تبتسم بثقة “لا تقلقي.
أريد فقط مساعدتك على النهوض.”
نظرت حولها ثم سألتها “أين والداك؟
لماذا أنت وحدك؟
“ ضمت الفتاة الصغيرة دميتها ثم هزت رأسها دون أن تنطق بكلمة، تحيرت رولا لأنها لا تعرف كيف تتواصل مع الفتاة.
سرعان ما نزلت مايا والصبيان من السيارة.
نظر أحمد وبلال بكل فضول عندما لاحظا أن الفتاة الصغيرة لم تتحدث طوال الوقت.
تبدو لطيفة.
لماذا لا تتكلم؟
هل هي بكماء؟
التعليقات على الفصل "الفصل 3"
MANGA DISCUSSION