”لقد مضى على زواجنا ثلاث سنوات يا لؤي، ولم تلمسني لمرة واحدة.
سأتخلى عن زواجنا.
وأبارك علاقتك بحبيبتك، منذ الغد أنت حرٌ للذهاب إليها.
ولكن في الوقت الراهن، أريد تعويضًا فحسب عن مشاعري تجاهك طوال هذه السنوات، من فضلك؟”
ثم انحنت رولا الجابر.
وقبلت الرجل الماثل أمامها تدفعها الغريزة والشغف، لقد كانت حركتها متهورة ويائسة.
كانت تعلم أن هذه خطوة مشينة، ولكنها أحبته لمدة طويلة جدًا.
وعانت كثيرًا خلال هذه المدة، وكل ما أرادته هو القليل من العزاء.
” رولا الجابر، كيف تجرؤين!”
تشنج لؤي فواز واشتعل غضبًا، لقد كان وجهه الوسيم يقدح شررًا.
أراد إبعادها.
ولكن الرغبة المتزايدة في جسده كانت قوية جدًا، بحيث جعلته عاجزا عن التفكير.
كيف تجرؤ على خداعي؟
”ليس لدي ما أخشاه.”
سقطت دمعة من عين رولا، وزادت قبلاتها مع لمساتها على جسده، كان كل ما تتمناه هو أن يكون لها تمامًا لمرة واحدة.
استشاط لؤي غضبًا، لكن لم تكن الأمور تحت سيطرته، وسرعان ما استولت غرائزه عليه، ثم اشتعل جسده، وفقد عقله تمامًا.
استيقظت رولا في صباح اليوم التالي.
بكل هدوء، نهضت من السرير وارتدت ملابسها، ثم أخرجت أوراق الطلاق من الدرج ووضعتها على طاولة السرير.
وقبل أن تغادر، نظرت إلى الرجل الراقد في السرير.
همسَت رولا: “لؤي، سأحررك من اليوم فصاعدًا، كلًا منا سيسلك طريقًا مختلفًا.
ولن يكون لنا أي علاقة ببعضنا من الآن فصاعدًا”.
أبعدت نظرها عنه والتفتت للمغادرة.
لقد كان قلبها مليئًا بالمرارة والحزن بينما كانت تغادر منزل فواز.
لقد أحبت لؤي لسبع سنوات، حيث أعجبت به منذ سن المراهقة وأثناء دراستها الجامعية.
كانت أكبر أمانيها أن تصبح زوجته.
ومع ذلك، تبدلت مشاعرها بعد زواجهما، حيث ازدراها لؤي.
في تلك المرحلة، اشتد مرض جده وكان بحاجة إلى مناسبة سعيدة للتخلص من النحس، وهكذا اختاروها لتكون زوجة لؤي.
وافق والدها الجشع وزوجته فورًا على الزواج.
لا تزال رولا تتذكر سعادتها وهي تنتظر ليلة زفافها.
ثم جاء لؤي وقال بانزعاج: ”رولا، أريدكِ أن تعلمي أن الشخص الذي أرغب في الزواج به هو عبير بشارة، ولم أكن أرغب بالزواج منكِ أبدًا!
عبير وحدها لها الحق في أن تكون زوجتي، فأنتِ لستِ كافية بالنسبة لي”.
تدرك رولا أنها لا تستطيع إرغام لؤي على حبها، ولكنها عاشت على أمل أن يحبها يومًا ما.
خلال هذه السنوات الثلاث، بذلت رولا مهولة لتكون زوجة صالحة.
كل ليلة كانت تحضّر العشاء لكي يتناول وجبات طازجة وصحية، وتنتظر عودته للمنزل ولا تنام إلا بعد عودته، حتى لو عاد متأخرًا.
وعندما يشرب في الحفلات الاجتماعية، كانت تعتني به جيدًا ولا تتركه بين يدي الاخرين.
وكانت تقلق وتخاف عليه عند مرضه.
كان عيد ميلاد رولا قبل يومين، ولكن لؤي ذهب إلى المستشفى ليبقى بجانب عبير.
عندها أدركت رولا أخيرًا أن مشاعرها وحبها كانا من طرف واحد، وأنه لن يبادلها هذا الشعور أبدًا.
لن يحبها لؤي أبدًا، لأن قلبه ينتمي إلى امرأة أخرى.
وبالتالي، قررت رولا الانسحاب.
استيقظ لؤي في الساعة العاشرة صباحًا.
كان أول شيء أراد فعله هو تأنيب رولا بشدة.
لؤي المعروف بذكائه هو الرئيس التنفيذي لمجموعة فواز، المعروف بذكائه.
لم يكن أحد في العالم التجاري يستطيع منافسته.
وبالتالي، لم يتوقع لؤي قط أن يقع في فخ تلك المرأة!
تفحص الغرفة بغضب، لكنه لم يجد رولا، ثم لمح وثيقة على طاولة السرير “ما هذه؟”
.
التقط لؤي الوثيقة بانزعاج التي كتب على صفحتها الأمامية بخط عريض “اتفاقية الطلاق”.
نظر بتمعن، ثم حدث نفسه بأن.
رولًا، لجأت إلى تلك الحيلة المشينة لإجباري على ممارسة الجنس معها، والآن تريد الطلاق.
تعجب من عدد حيلها!
لم يقتنع لؤي أن رولا تريد الطلاق، نهض من السرير وارتدى ملابسه ثم نزل للطابق السفلي، وسأل الخادمة ليلي ”هل رأيت رولا؟”
أجابته ليلي بكل هدوء “نعم يا سيد فواز، إن السيدة فواز غادرت فجرًا تحمل حقائبها”، تفاجأ لؤي بعد سماعه ذلك.
بعد ست سنوات، في معهد “في آر” للأبحاث الطبية في أرمينيا، خرجت رولا من المختبر وعندها قابلت ليندا مساعدتها التي أخبرتها: “يريد الأستاذ ليث مقابلتك في مكتبه الآن”.
بعد سماعها كلام ليندا، حاولت رولا مقاومة شعورها بالنعاس بعد بقائها مستيقظة طوال الليلة السابقة.
”هل أخبركِ أي شيء؟
لا تخبريني أن المشاغبين الصغار قد تلاعبوا بنتائج الأبحاث مرة أخرى؟”
أجابت ليندا “أعتقد ذلك”.
كانت رولا امرأة قوية ومستقلة.
ففي سن مبكر، أصبحت تلميذة هاني الشيخ، أفضل أستاذ في عالم الطب.
بفضل قدراتها المتميزة، لم تتلق أي عقوبات خلال مدة عملها.
لكن ذلك لم يمنعها أن تكون كبش فداء لأبنائها المشاغبين، قالت لها ليندا متعاطفة: “قضيتِ ثلاثة أيام في المختبر، لذلك كان أحمد وبلال قلقين عليكِ، وقضوا هذه الأيام يتسكعون في مكتب البروفيسور الشيخ.
أعتقد أنه عانى من بعض المتاعب التي تسببوا بها”.
شعرت رولا بالقلق، مع القليل من الفرح أيضًا عند سماعها ذلك.
قبل ست سنوات، غادرت رولا مسكن فواز ورحلت خارج البلاد دون أي تردد.
أرادت أن تتابع أبحاثها ودراستها عندما اكتشفت أنها حامل.
في تلك اللحظة، واجهت رولا خيارًا صعبًا فإما أن تحتفظ بالأطفال أو تجهضهم، ولكن عندما وصلت إلى المستشفى، غيرت رأيها، لأنها لم تستطع أن تتخلى عن أطفالها.
وفي النهاية، قررت الاحتفاظ بهم.
كانت رولا حامل بثلاثة توائم – ولدين وفتاة.
وأثناء ولادتها، وُلدت طفلتها البكر ميتة بسبب نقص الأكسجين، وبقي الولدين وحدهم على قيد الحياة.
وأطلقت عليهما أسماءً هما أحمد وبلال.
وبمجرد تفكيرها بمدى ذكائهما وعبقريتهما، كانت تغمرها السعادة، ثم ارتعشت عندما تذكرت أنها على وشك أن تتعرض للتوبيخ بسبب تصرفاتهم.
التعليقات على الفصل "الفصل 1 - الطلاق"
MANGA DISCUSSION