كانت إكسسوارات شعرها في غير مكانها وشعرها أشعث.

كانت المرأة التي كان من المفترض أن تكون في دائرة الضوء، كانت شاحبة اللون وفي حالة مثيرة للشفقة.

“شاندي!”

صرخت سيندي وهي تهرع على المسرح.

على الرغم من أنها كانت قلقة للغاية، إلا أن سيندي لم تنسَ أمر آرييل واستخدمت كتفها لدفع آرييل جانبًا.

كانت اربيل ترتدي حذاءً بكعب عال يبلغ ارتفاعه اربع بوصات وكانت تقف على حافة المسرح المؤقت.

أدت قوة دفع “سيندي” إلى سقوط “أرييل” جانبًا حيث فقدت توازنها وكانت على وشك السقوط من على المسرح…

ومع ذلك، استجابت بسرعة وحمت رأسها بيديها.

وبهذه الطريقة، حتى لو كانت قد سقطت على المسرح، فإن ذلك سيقلل من فرص إصابتها بارتجاج في المخ.

ومع ذلك، ولدهشة آرييل، لم تسقط على الأرض.

بدلاً من ذلك، شعرت بيد قوية تسند ظهرها بثبات بينما كانت يد أخرى ملفوفة حول خصرها و تحملها من على خشبة المسرح.

بعد أن وقفت أرييل بثبات على الأرض، التفتت بشكل غريزي لتنظر إلى الشخص الذي أنقذها.

ما استقبلها كان وجهًا باردًا ومنحوتًا بشكل مثالي.

قال الرجل عابسًا، “لماذا ترتدين هذا الكعب العالي؟

هل تخططين للسقوط حتى الموت؟”

لم يكن لدي خيار!

أرادت آرييل أن ترد، لكنها سيطرت على فمها.

ففي النهاية، كان ذلك الرجل قلقًا على سلامتها.

ولولاه، ربما كانت قد أصيبت بالفعل بجروح بالغة من السقوط.

ابتلعت آرييل كلماتها وكانت على وشك أن تشكره عندما هرع هنريك إليها.

“ابنتي العزيزة!

هل تأذيت؟

كنت سأُساعدك الآن ولكن السيد نايتشير كان متقدماً بخطوة…

يبدو أن السيد نايتشير كان يعاملكِ بشكل جيد للغاية!”

قالها هينريك بشكل هادف مع بتعبير قلق.

من ناحية أخرى، لم ينظر هنريك حتى إلى شاندي التي كانت محمولة إلى الطابق العلوي.

كان ذلك مثيراً للاهتمام بالنسبة لأرييل.

فيما يتعلق بوالدها …

كانت تعتقد تقريبًا أنه كان أبًا يعشق ابنته.

ولكن ما لم تستطع آرييل أن تفهمه هو، لماذا اختارت والدتها التي بدت مثالية الزواج من رجل مثل هنريك؟

منذ أن عادت، كانت مصممة على معرفة السبب، حيث كانت تشك في أن هناك ما هو أكثر مما تراه العين.

لا بد أن هناك سراً لم تكن تعرفه.

“لا بأس يا أبي.

يجب أن تصعد إلى الطابق العلوي وتلقي نظرة على شاندي.

أنا لست متأكدة مما كان يحدث ولكن أغمي عليها فجأة الآن.

آمل ألا يكون شيئاً خطيراً يجب أن نقلق بشأنه ”

كانت تعابير أريل ناعمة وهادئة وهي تتكلم، دون أي تلميح من الاشمئزاز الذي شعرت به تجاه هينريك.

لقد تصرفت بالضبط مثل ابنة عاقلة ومطيعة، وهو ما كان هنريك راضٍ عنه للغاية.

حتى أن الرجل كان مقتنعاً بأنه لا بد أنه قد أنقذ الكون في حياته الماضية ليحظى بمثل هذه الابنة المثالية!

أجاب هنريك بسرعة: “أنتِ محقة.

سأذهب وألقي نظرة على شاندي في الحال ولن أزعجك أنت والسيد نايتشير.

سيد “نايتشير”، أرجوك اعتبر نفسك في بيتك!”

ظهر تجعد بين حاجبي فينسون عندما سمع ذلك.

أجعل نفسي في منزلي؟

هل يعتقد آل ساوثهول حقاً أننا على نفس المستوى؟

القى الرجل نظرة على هنريك ولكنه قرر أن يجنبه السخرية.

بعد أن غادر هنريك، قال فينسون: “أنا لست هنا لحضور الحفل.

لقد انتظرت فقط حتى الآن لأتأكد أنه لا توجد أمنيات تريديني أن أحققها لك.

هل هناك حقًا أمنية؟”

كانت آرييل تشعر بالعجز إلى حد ما.

والحقيقة أنها قبل عودتها إلى البلاد لم تكن قد جمعت معلومات مفصلة عن آل ساوثهول ولم تكن تعرف شيئاً عن الوضع الاقتصادي في البلاد.

ومع ذلك، كان لعائلة نايتشير تأثير قوي في البلاد لدرجة أن المرء كان سيسمع عنهم حتى بدون بحث.

إلى جانب ذلك، ومن خلال الضيوف وردود فعل هنريك، كان من الواضح أن فينسون كان بالتأكيد من الشخصيات المهمة في البلاد.

ومع ذلك، لم تقم ارييل سوى بالواجبات المتوقعة من الطاقم الطبي في الجزيرة ولا شيء أكثر من ذلك.

باستثناء حقيقة أنهما ناما معًا.

لكن المرأة كانت تفضل أن تعتقد أنه لم يحدث شيء من هذا القبيل.

أجابت آرييل بطريقة حازمة: “فينسون، أنا أقدر لكِ هذا العطف، ولكن لا داعي لذلك”

إذا كان هناك شيء تريده حقًا، فقد كانت قادرة تمامًا على الحصول عليه بنفسها لم تعتمد على أي شخص آخر أبدًا.

تعمق التجعد بين حاجبي فينسون عندما سمع كلمات آرييل.

“أيتها المرأة، هل تعرفين ما الذي رفضته للتو؟”

لم يكن فينسون يعتقد أن هناك أي شخص يمكن أن يرفض مثل هذا العرض منه – أي أمنية سيحققها.

على هذا النحو، لم يكن منطقيًا بالنسبة له أن تستمر آرييل في رفضه.

تمنى فينسون لو كان بإمكانه التحقق مما إذا كان هناك خطب ما في دماغ تلك المرأة!

بالنظر إلى مدى جدية فينسون فيما يتعلق بمنحها تلك الأمنية، لسبب غير معروف، لم تستطع آرييل إلا أن تشعر بالتسلية من ذلك.

هزت كتفيها وأجابت: “ربما يمكنك أن تنيرني بماذا رفضت للتو؟

هل كان السيد المناسب؟

كما أن اسمي ليس “امرأة”.

“ما اسمك إذن؟”

“اسمي هو …

ساني.”

“فهمت.  لم تخبريني بعد ما هي أمنيتك.”

بعد ان رات إصرار الرجل، قالت ارييل مازحة: “إذا كنت تريد حقًا أن ترد لي الجميل، لماذا لا تتزوجني؟”

كان “فينسون” عاجزًا عن الكلام بعد سماع “أمنية” آرييل وارتسمت على وجهه تعابير معقدة.

عندما رأت آرييل كيف أصبح الجو متوترًا، أزالت آرييل حنجرتها وحاولت تخفيف التوتر.

“كنت أمزح فقط.

على أي حال، انسي الأمر.

لا يوجد شيء أحتاجه حقًا.”

تحدث فينسون فجأة: “يمكنني فعل ذلك”

“ماذا؟”

ذُهلت آرييل وسألت في عدم تصديق: “ماذا يمكنك أن تفعل؟”

استعاد فينسون رباطة جاشه وبتعابيره الباردة المعتادة أجاب:

“يمكنني أن أمنحك اي شيء ولكن يجب أن أناقش الأمر الزواج مع عائلتي أولاً لأن الأمر لا يخصني وحدي.”

“انتظر…”

اتسعت عينا آرييل في صدمة ولم تستطع أن تتكلم.

“أنت لم تأخذ كلامي على محمل الجد، صحيح؟

لقد قلت بالفعل أنني كنت أمزح فقط!”

“حسنًا، أحيانًا يخفي الناس أفكارهم الحقيقية على أنها مزاح.”

“لكنني قصدت ذلك حقاً على سبيل المزاح!

أنا لست مهتمة بك على الإطلاق.”

بدا فينسون تائهًا للحظة قبل أن يجيب: “لماذا؟

كل فتاة في جادبرو تحلم بالزواج مني”

“لكن هذا لا يشملني!”

“على أي حال…

سأعطيك جوابي لاحقاً.

سأذهب الآن.”

غادر فينسون بعد أن أنهى حديثه، ومن الواضح أنه لم يكن واثقاً من أن المرأة كانت تمزح فقط.

بعد أن غادر فينسون، تبعه حراسه الشخصيين الذين كانوا ينتظرونه في إحدى الزوايا.

صرخت أرييل خلف فينسون وهي تطارده: “توقف مكانك!

لم ننتهي من الحديث بعد!”

ومع ذلك، تم منعها من قبل الحراس الشخصيين للرجل.

“آسف يا آنسة، لا يمكنك الذهاب إلى هناك!”

“لكن لدي شيء مهم أريد أن أخبره به!”

ومع ذلك، لم يسمح لها الحراس الشخصيون بالمرور.

على ما يبدو، بدون إذن فينسون، لا يسمح لأحد بالاقتراب منه.

وكان هذا هو السبب أيضًا في أن أحدًا لم يجرؤ على الاقتراب من فينسون، بما في ذلك رجال المجتمع المعجبين به والرجال الآخرين الذين أرادوا الاستفادة منه لتسلق السلم الاجتماعي.

على هذا النحو، لم يكن أمام آرييل أي خيار سوى مشاهدة فينسون وهو يغادر بطائرته الهايكوبتر، وهي تشعر بالإحباط لأن الرجل بدا أنه أخذ تصريحها المازح على محمل الجد.

ومع ذلك، تبددت مخاوفها بعد فترة وجيزة.

ففي نهاية المطاف، لا أحد عاقل سيأخذ ذلك على محمل الجد.

رد الجميل لشخص ما بالزواج منها؟

مثل هذه الممارسات السخيفة غير موجودة في العصر الحديث!

إنه من غير الممكن أن يأخذ أي شخص هذا الاقتراح على محمل الجد.

لابد أن هذا الرجل يمزح معي فقط.

كدت أن أنخدع بذلك لأنه بدا جاداً جداً!

اعتقد ان هذا هو أسلوبه الفريد من نوعه.

عبست آرييل عند هذه الفكرة، وهي متأكدة تمامًا من أن فينسون قد خدعها!

على هذا النحو، لم تعد تفكر في كيفية شرحها للرجل وبدلاً من ذلك، بدأت تتساءل عن القصر الذي كان ملكًا لعائلة مور.

ما الذي حدث بالفعل وقضى على آل مور الذين تم استبدالهم بآل ساوثهول؟