عندما لاحت البوّابة المألوفة في الأفق، فتح شخص ما باب المقعد الأمامي، “انزلي”.
لم تكن خلود ترغب في العودة إلى قصر الحديقة الأخّاذة فقد كان لها بمثابة السّجن.
”لا أريد النّزول”، رفضت بلا مبالاة.
لم تكن تريد أن تكون السيدة هادي، وعلى وجه الخصوص لم تكن تريد أن تعيش تحت رحمة نائل.
قبل أن تتمكن من الرّد، شعرت خلود بجسدها يرتفع فجأة.
لامس جسدها الناعم صدره المفتول بالعضلات.
خفق قلب خلود بشكل غريب عندما شعرت بحرارة جسده تتسرب في مسام جلدها.
حملها نائل إلى الداخل.
تملّكت الدّهشة الخادمة الّتي كانت تتحرك في اتجاههم.
لم تستطع أن تصدّق عينيها عندما رأت نائل يحمل خلود؛ التي تُرضت من المنزل، بين ذراعيه.
رفع يدها بعد أن وضعها بلطف على الأريكة، إنّ الجرح الّذي في يدها حرّك عصبًا ما وأرسل ألمًا عبر ذراعها.
”أحضري لي علبة الإسعافات الأولية”.
همست الخادمة الّتي كان يتملّكها الذّهول بالإقرار مباشرةً بعد سماع صوت نائل الصّارم.
أحضرت بسرعة علبة الإسعافات الأوّلية ووضعتها على الطّاولة.
”هل أقوم أنا بذلك عوضًا عنك يا سيد هادي؟”
كيف يمكنني السماح للسيد هادي بالتعامل مع هذا النوع من الأمور؟
”لا بأس”.
مسح ظهر يد خلود بعود قطني مغطّس بسائل اليود.
”أوه!
هذا يؤلم!”
أكثر ما كانت تخشاه من أي شيء هو الألم الجسديّ.
أرادت أن تسحب ذراعها، لكنّه أمسك يدها بقوة.
تحدّث معها بلطف وكأنه يهدهد طفلاً ”كوني جيدة وتحمّليه”.
كان تناقض الرّجل الواضح، الذي يقف بطول يبلغ حوالي ستة أقدام، ويتحدث فجأة إليها بلهجة لطيفة، يربك خلود.
أظهر شعاع الشّمس القابع على وجهه تعبيره الحادّ على أنّه تعبير عاديّ.
بعد أن انتهى من تضميد جرحها، نفخ فيه بلطف.
شعرت بنفسه على جلدها كما لو أنّه يتحسّس جسدها بيده.
سحبت خلود يدها وتجنّبت النّظر في عينيه “شكرًا، هل يمكنني العودة إلى المنزل الآن؟”
”هل تعانين من فقدان في الذاكرة؟
إنّ هذا هو منزلك”.
يبدو أنّ نائل قد نسي تمامًا أمر طلاقهما، وكأنه لم يحدث البتّة.
كان القلق متربّعًا على قلب خلود، إلّا أنّها أدركت أنّه لا فائدة من مواجهته بشكل مباشر، لذلك اعتقدت أن التّواصل معه سيكون بديلاً أفضل.
لم يُبدي لي أي اهتمام طوال تلك السّنوات الماضية من الزواج.
هل يفعل هذا لأنه غيّر رأيه بعد أن نمنا سويًّا في تلك الليلة؟
”لقد سبق وانفصلنا، فما تفعله الآن هو احتجاز غير قانوني!”
أمسك نائل بذقنها وأجبرها على مقابلة نظرته.
تجددت ابتسامته على شفتيه.
“من كان يظنّ أنك تفقهين في الأمور القانونية أيضًا؟”
احمر وجه خلود، كانت تشعر بأنه يسخر منها.
اقترب نائل جدًا منها، ونفخ في وجهها “إذا كانت وثيقة الطّلاق مفقودة، ولم نقدّم الأوراق للمحكمة فهل ما زلنا نُعدّ زوجين قانونيين في هذه الحالة؟”
إنه ماكر كالثعلب!
أجبرني على توقيع أوراق الطلاق، إلّا أنّه من يتراجع عن كلمته الآن.
كيف يمكن لفتاة ساذجة مثلي أن تضاهي شيطانًا ماكرًا مثله؟
رن الهاتف في جيبه في تلك اللحظة، مُفسدًا الأجواء الغامضة بينهما.
أجاب نائل على المكالمة.
قال سالم: ” هناك اجتماع طارئ مع السلطات في حاريص يتطلب حضورك الشّخصيّ يا سيّد هادي.
لقد أحضرت السيارة إلى مدخل المنزل”.
رد نائل بكلام وجيز وأنهى المكالمة.
ترك خلود ورتّب هندامه.
شعرت خلود بأنه على وشك المغادرة، فبدأت تفكّر في خطّة للهروب في عقلها.
عندما وصل نائل إلى الباب، توقف عمدًا وقال: ” قف هنا واحرس المكان، وتأكد من ألا تذهب إلى أي مكان”.
أجاب الحارس الشّخصيّ بصوت جشيّ ”عُلم”.
أحسّت خلود بهبوطٍ في قلبها.
هل سيحتجزني بالفعل؟
ضربت الهواء بإحباط وهي تراقب نائل وهو يغادر.
التعليقات على الفصل "الفصل 7"
MANGA DISCUSSION