تجمدوا في مكانهم وهم ينظرون إلى خادمة المنزل، التي أضافت: “السّيّد نائل هادي هنا ليصطحب السّيّدة حديد إلى المنزل”.
ظلّ فاه خلود مفتوحًا على وسعه إثر الصّدمة الّتي تعرّضت لها عند التّأكّد من الخبر ”نائل هادي؟”
للأسف، أومأت الخادمة بالتأكيد.
لعنت خلود فمها الثرثار إذ أنّها جلبت النّحس على نفسها.
لم يسبق أن زار أحد من عائلة هادي منزل حديد، على الرّغم من استمرار الزّواج المدبّر لثلاث سنوات.
الآن، على ما يبدو أنّ العريس بشحمه ولحمه واقف على عتبة الباب من حيث لا ندري.
تحوّلت صدمة جاد وميرا إلى سعادة عندما علما أنّ نائل أتى من أجل خلود.
قال جاد: “ادعه للدّاخل!”
بينما كانت خلود لا تزال غارقة بتشويشها، انحدر صوتُ رجل من الخارج.
كان المتحدث يتمتّع بصوت جهوريّ غنيّ ويبدو واثقًا من نفسه ولكنّه بعيد إلى حد ما.
بعد لحظة واحدة، دخل رجل وسيم للغاية في أفق رؤيتهم.
تصلّبت خلود عندما التقت نظراتهما.
كوّنت الشّائعات صورة الرّجل المشوّه الشّنيع الّذي لا يتجاوز طوله المتر والنّصف عن وريث عائلة هادي.
لا يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة.
كان جميلًا إلى الحدّ الّذي يصعب فيه على الإنسان أن يشيح بنظره عنه.
كان يرتدي بدلة مفصّلة لتبرز قامته الطويلة.
استقرّ أمام خلود بعد أخذه لبضع خطوات.
تلعثمت خلود وقالت: “أ-أنت نائل هادي؟”
كان مظهر نائل الخلّاب رأس الحربة فحسب، فقد كان رعبها الأكمل إدراكها بأنّه الرّجل الّذي قضت معه اللّيلة الماضية في الفندق.
لمع شيءٌ ما في عينيه.
تجولت نظرته الباردة على خلود، وبمجرد أن رأى أنه وجد الشخص المناسب، أجاب: “اسمها ’ زوجي “بالنّسبة لك”.
ردّه خطف أنفاس خلود.
في هذه الأثناء، كانت ميرا على وشك الانهيار.
أليس من المفترض أن يكون وحشًا قبيحًا؟
إنّ جاد هو الشّخص الوحيد الذّي كان سعيدًا برؤية نائل، كان يبتسم بكل سعادة بينما يدعو ضيفهم إلى منزلهم.
“تفضل بالدخول، يا سيّد هادي”.
أجاب نائل ببرود “لن يكون ذلك ضروريًا، أنا هنا لآخذ خلود إلى المنزل”.
ما الذي يحدث بحقّ السّماء؟
استعادت خلود وعيها بعد غيبوبة الصدمة أخيرًا وسألت: “أليس من المفترض أنّنا تطلّقنا؟”
أربكتها أفعاله إلى أقصى حد.
لمعت عينيه بشكل خطير قبل أن يقول: “أنتِ لا تزالين السّيّدة هادي، فقد أُلغيت اتفاقية الطّلاق”.
فشلت خلود في إخفاء حيرتها.
إلّا أنها لم يكن أمامها خيار سوى أن تتبع نائل إلى سيارته وتغادر إلى منزل هادي، إذ أنّ جاد وميرا كانا يحومان حولها.
كان الصمت في سيارة نائل لائق الفاخرة خانِقًا.
بمجرد أن ابتعادهم عن منزل عائلة حديد، صاحت خلود: “أوقف السّيارة!”
ضغط السائق بسرعة على الفرامل وركن السيارة إلى جانب الطريق.
فتحت خلود الباب مسرعة، جاهزة للهروب.
أمسك نائل بيدها بسرعة فائقة وطالبها قائلاً: “إلى أين تذهبين؟”
محتارةً من سؤاله، أجابت خلود بكل بساطة: “إلى البيت!”
”لم نصل إلى منزل هادي بعد”.
عندما أدركت خلود أنه لم يكن يمزح، رفعت حاجبها وتحدت: “لا يمكنك أن تعتقد أنّه بإمكانك أن تتعامل مع الجميع كأدوات لتلبية أوامرك، فقط لأنّك فائق الجمال.
أتتّخذ من ذلك تسلية لك أو ما شابه؟”
كان سلوكه مثيرًا للغضب.
هربت على عجل من قبضته وحاولت الخروج من السيارة.
أجاب نائل السّيّدة الغاضبة بجواره ”نعم”، بعد لحظة قصيرة، جذبها إليه بسهولة ووضع شفتيه بجوار أذنها، “خاصّة اللّيلة الماضية، كان ذلك ممتعًا للغاية”.
احمر وجه خلود كالطّماطم بعد أن لمعت في ذهنها مشاهد مثيرة بعد ذكر اللّيلة الماضية.
عضّت على أسنانها ولكنها فشلت في ضبط نفسها.
”أنت مجنون!”
حبس السائق أنفاسه خوفًا، مذهولًا من جرأتها.
لم يسبق لأحد أن وبخ نائل أمام وجهه.
لم يتغيّر تعبير نائل إلى حدٍّ ما، وجذب خلود إلى صدره بشكلٍ أعمق وقال: “ابدأ السيارة!”
انطلقت السيارة بسرعة عالية رغم اعتراضات ومحاولات خلود.
التعليقات على الفصل "الفصل 6"
MANGA DISCUSSION