“كانت تلك الليلة نقطة تحوّلٍ في حياة خلود، بداية حكاية لم تتوقعها أبدًا…”
“لم يكن الصباح عاديًّا بالنسبة لخلود… بل أشبه باستيقاظٍ من حلمٍ تحوّل إلى كابوس.”
أوه… كم هذا مؤلم…
شعرت خلود حديد بعد استيقاظها وكأن شاحنة قد صدمتها.
عندما استدارت إلى الجهة المقابلة، رأت وجه رجل وسيمٍ بارد المظهر.
تملّكت الصّدمة قلب خلود للحدّ الّذي جعله على وشك التّوقّف عن النّبض.
توسعت عينيها، وتجمّد عقلها للحظات معدودات قبل أن تتذكّر ما حدث.
أوه، صحيح…
قام شخص ما بتخديري في حفلة التخرج الليلة الماضية، ودخلت غرفة هذا الرجل عن طريق الخطأ في أثناء محاولتي للهرب…
كان الرجل لا يزال نائمًا.
عضّت خلود على شفتيها وتحملت الألم الشديد وهي تخرج من السرير بحذر.
ملأت الفوضى الأرض، وملابسها كانت ممزّقة إلى قطع.
أطلقت تنهيدة عاجزة بينما ترتدي قميص الرجل الأبيض وغادرت الغرفة بصمت.
استيقظ نائل هادي بعد وقت قصير من مغادرة خلود للفندق.
حدّق جيّدًا بعينيه وهو ينظر حوله ورأى أنه لم يكن لها أيّ أثر.
حالة الغرفة الفوضوية وبقعة الدّم على الشرشف كانا خير دليل على أنه قد نام مع امرأة.
بعد الحادث الّذي تعرّض له نائل منذ خمس سنوات، أصبح حسّاسًّا تجاه النّساء.
وبسبب عدم قدرته على التعامل مع أي امرأة، بدأ الناس في نشر شائعات سيئة حول عدم قدرته على الإنجاب.
شعر أن لقائه بتلك المرأة المجهولة الليلة الماضية كان معجزة علمية.
من دون تردد، أمسك بهاتفه واتصل بمساعده، “تعال على الفور”.
وصل مساعده، سالم تامر، إلى غرفة الفندق بعد وقت وجيز.
أمره نائل بعد أن ارتدى ملابسه، ”تحقق من لقطات كاميرات المراقبة، أريد معلومات عن المرأة التي كانت في غرفتي الليلة الماضية”.
”امرأة؟”
أصبح صوت نائل باردًا عندما سأل: “ماذا؟
هل من مشكلة؟”
تجمد سالم في صدمة.
لكن السيد هادي يعاني من حساسية تجاه النساء!
ينتابه طفح جلدي عندما يقترب منهن!
لم تفد سنوات العلاج الثّلاثة في الخارج بشيء، فكيف يمكنه أن ينام مع امرأة فور عودته؟
لم يجرؤ سالم على التّشكيك في كلمات نائل بأدنى حدّ بالطّبع، “لا مشكلة على الإطلاق!”
كان على وشك الخروج وتنفيذ مهمته عندما دعاه نائل مرة أخرى: “قل للمحامي السيد لمعي، أن يأتي لرؤيتي في مكتبي”.
كانت الساعة التّاسعة تقريبًا عندما عودة خلود إلى قصر الحديقة الأخّاذة بسلامة.
توقفت عندما رأت خدم البيت ينظفون الفناء.
بما إنني قضيت اللّيلة خارج المنزل، فإنّ الثّرثرة ونشر الشّائعات أمر لا بدّ منه!
بينما كانت خلود تفكر فيما إذا كان يجب عليها تجنبهم، اقترب كبير الخدم.
mosa amen
رواية ممتعة لكن السوال يخرجنا من الاندماج بها